الثآليل التي تنتظر التحول إلى سرطان
في جسد الوطن، كما في جسد الإنسان، قد تظهر ثآليل صغيرة على سطح الجلد.
قد لا تؤلم، ولا تسبب مرضاً فورياً، لكنها تشوه المظهر، وتعطي إشارات على وجود خلل خفي.
لا يلتفت لها البعض، إذ طالما بقيت ساكنة، ظنوا أنها لا تشكل خطراً
. ولكن، حين تضعف المناعة، أو تسود الفوضى، تنتهز الفرصة لتتحول من مجرد زوائد إلى خلايا سرطانية خبيثة، تنهش الجسد وتدّعي أنها جزء منه.
كذلك هو حال بعض الأقليات أو الفئات التي اختارت، في لحظة ضعف وطني، أن تصطف إلى جانب المعتدي ، لا دفاعاً عن حقوق، بل طمعاً في سلطة أو حماية مزعومة.
هي لا تمثل عموم الطائفة، بل تمثل فئة قررت أن تكون أداة في يد الغريب، تؤذي أهلها قبل غيرهم، وتشوّه وجه الوطن الذي احتضنها.
خطورتها لا تكمن في حجمها، بل في قدرتها على التغلغل بهدوء، ثم الانقضاض في اللحظة المناسبة.
هي مثل الثآليل: تبدو غير ضارة، لكنها في العمق تحمل بذور الخراب، إن تُركت دون رادع.
الوعي والتعاضد هو جهاز المناعة الذي يمنع هذه الخلايا من التحول إلى ورم خبيث. والمقاومة، بكل أشكالها، هي العلاج الذي يعيد للجسد عافيته، وللوطن كرامته.
⸻

Add comment
Comments